سوريا تُغلق مكاتب “البوليساريو” في دمشق تمهيدًا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

محمد بن عبد الله

italiano

أكدت السلطات السورية رسميًا إغلاق مكاتب جبهة “البوليساريو” الانفصالية في العاصمة دمشق، وذلك بالتزامن مع زيارة وفد تقني مغربي للتحضير لإعادة افتتاح سفارة المملكة المغربية، التي أُغلقت منذ عام 2012.

وجاءت هذه الخطوة في إطار التزام دمشق باحترام سيادة المملكة المغربية ووحدة أراضيها، ورفضها لأي شكل من أشكال الدعم للكيانات الانفصالية. وقد قامت لجنة مشتركة من المسؤولين المغاربة والسوريين بجولة ميدانية للتأكد من الإغلاق الفعلي لمقر “البوليساريو” في العاصمة السورية.

وتُعدّ هذه الخطوة مؤشرًا واضحًا على رغبة سوريا في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع المغرب، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة في ظل التحولات السياسية التي شهدتها الساحة السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

وكان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، قد أعلن عن نية المملكة إعادة فتح سفارتها في دمشق، وذلك خلال القمة العربية التي عُقدت في العاصمة العراقية بغداد يوم 17 مايو 2025، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تعكس تغيرًا في خارطة التحالفات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويُشار إلى أن مكاتب “البوليساريو” في دمشق كانت تعمل منذ ثمانينيات القرن الماضي، ما يجعل إغلاقها تحوّلًا كبيرًا في الموقف السوري من قضية الصحراء. ويأتي ذلك في وقت تزايدت فيه الشكوك حول دور بعض الأطراف الإقليمية، ولا سيما الجزائر وإيران، في دعم أنشطة “البوليساريو” داخل الأراضي السورية.

وكانت تقارير سابقة قد كشفت عن تورط عناصر من “البوليساريو” في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، واعتقال بعضهم من قبل فصائل المعارضة المسلحة، ما أثار تساؤلات حول طبيعة تحالفات الجبهة وعلاقاتها في المنطقة.

تعكس هذه التطورات بداية إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في المنطقة، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التقارب بين دمشق والرباط، على أساس المصالح المشتركة واحترام السيادة الوطنية.